دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبدالطيف دريان الى تشكيل حكوة انقاذ وطني دون تلكؤ ولا تأخير حكومة من أصحاب الكفاءة والاختصاص، وتنفيذ الورقة الاصلاحية التي أعدها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لمعالجة مشكل البلاد والخروج من النفق المظلم الى فضاء الاصلاح ولتحقيق آمال اللبنانين ببناء دولة حق وقانون وعدالة".
وفي رسالة الى اللبنانيين بمناسبة المولد النبوي الشريف، لفت المفتي دريان الى أن "لبنان لم يشهد في تاريخه مثل هذه اللوحة الوطنية التي رسمها شباب لبنان على مساحة الوطن كله من شماله الى جنوبه، ومن ساحله الى جبله وبقاعه واسمع صوت قلبه النابض من بيروت باسم لبنان ووحدة لبنان وحريته وعيشه المشترك. شهد لبنان وشبابه وشاباته للحق، لحق اللبناني بالكرامة والحياة الكريمة وأكد شباب لبنان بصرختهم الواحدة على تمسكهم بقيم العدالة والمساواة والعيش المشترك والاخوة الوطنية والإنسانية وقيم الإعتدال والتسامح والحوار والتضامن الإجتماعي والإنساني والوطني، وبكل ما يُقرب بينهم ونبذ العنف والكراهية وكل ما يفرق بينهم ويباعد، والتعاون والتشارك لكي يبنوا معا دولة حق وقانون يحتكم فيها الى القانون الأسمى الى الدستور ووطنا حرا مستقلا وسيدا".
وأشار الى أن "شباب لبنان قدم أمثولة رائعة في الوطنية وحرية الضمير، اجتمعوا على كلمة حق واحدة، حق الإنسان بحياة كريمة بعد أن أذلهم الفقر ومرارة العيش والقهر، بحيث لم يعودوا أحرارا ولا مواطنين ترعاهم دولة حق وقانون، وباتوا اتباعا وأزلاما تتقاذفهم الصراعات وتتحكم فيهم الطائفية والمذهبية والمناطقية مما أفقدهم مناعتهم ووحدتهم الوطنية وأخوتهم الإنسانية. رفع شباب لبنان أصواتهم وقالوا لا للطائفية والمذهبية والمناطقية التي جعلتهم عرضة للإستغلال والتبعية، فكان لأصواتهم دوي أنار القلوب والعقول واستنهض الهمم لبدء عملية الاصلاح الإجتماعي والإقتصادي والمالي وبناء الدولة القوية العادلة. بناء دولة الحق والقانون، الدولة القوية والعادلة التي تساوي بين الجميع وتؤاخي بينهم".
وشدد المفتي دريان على أن "هذه الدولة تحتاج الى مصلحيين وأصحاب اختصاص وقادة متبصرين يضعون مصلحة الناس فوق مصالحهم الخاصة ومصالح البلاد العليا والمصلحة العامة فوق طموحاتهم"، داعيا الى "تنحية السياسة عن الميدان وأن يتم تخليتها لأصحاب الكفاءة والإختصاص، لتغني حياتهم وتحافظ على كراماتهم وتعمر بلدهم"، مؤكدا أن "اللبنانيين تعبوا من السياسة التي فرقتهم ومزقت صفوفهم وأفقرتهم وشردت أبناءهم".
وأشار الى أنه "آن الأوان للإستجابة لمطالب الشعب وارادته الحرة العابرة للطوائف والاحزاب، بعد أن إستطاع الحراك أن يوحد اللبنانيين ويجمعهم في ساحة الوطن. آن الأوان ليستعيد الشعب ثقته بالدولة ومؤسساتها الدستورية والإدارية، وإحترام مبادئ الديمقراطية وقيمها".